تفاصيل الصبحية الثقافية المنظمة من طرف المديرية الجهوية للثقافة لجهة مراكش أسفي

أجمع المشاركون في الصبحية الثقافية المنظمة من طرف المديرية الجهوية للثقافة لجهة مراكش أسفي وودادية المرشدين السياحيين المعتمدين يومه الأربعاء 7 يوليوز الجاري بقصر البديع بمراكش على أهمية التوثيق وتحصين الذاكرة الجماعية بالمعلومات الصحيحة وتنقيحها من الشوائب التي لا تستند على مراجع رصينة، مشددين على الزخم التراثي الغني والمتنوع لمدينة مراكش الذي يرقى بها ضمن مصاف الأيقونات الأثيرة للإنسانية جمعاء، مؤكدين على ضرورة القراءة والإطلاع المتواصل للمرشدين السياحيين من أجل ترسيخ معارف دقيقة حول التاريخ الممتد للمدينة الحمراء.

في مستهل كلمته الافتتاحية لهذه التظاهرة الثقافية التي تنظم تحت شعار “عودة النبض إلى التراث وتجديد الوصال” ثمًن عزوز بوجميد المدير الجهوي للثقافة بمراكش المجهودات  المبذولة من طرف ودادية المرشدين السياحيين المعتمدين إن على الصعيد المحلي أو الوطني في سبيل التعريف بالتراث المغربي و تقديمه في أبهى حلة للسياح الأجانب، مؤكدا

انفتاح المديرية الجهوية للثقافة على كل المبادرات والمقترحات الهادفة خدمة للثقافة والتراث ، مشيرا أن هذه التجربة ستمتد عبر الزمان و المكان لتشمل مواقع و مدن أخرى بالجهة.

من جهته أشار أحمد الجابري عن ودادية المرشدين السياحيين المعتمدين الى الدور الريادي الذي يلعبه الموروث الثقافي بكل أنواعه في استقطاب السياح مشيرا أن القطاع السياحي مصدر هام للثروة، إذ يمثل حوالي 7 % من الناتج المحلي الاجمالي الوطني. كما يعتبر القطاع مصدرا هاما لفرص الشغل حيث ساهم سنة 2019 في خلق 550 ألف منصب شغل مباشر، أي ما يعادل %5 من إجمالي نسبة الشغل في دورة الاقتصاد، مضيفا أن مهارات المرشد السياحي لم تعد تقتصر على إتقان لغة السائح الأجنبي بل تتطلب تجويد وتحسين مستوى المعرفة العامة بميادين متعددة ومتباينة لاكتساب أكبر قدر من الحجج والمبررات المقنعة، مشددا على ضرورة اضطلاع المرشد السياحي بمسؤوليات شتى تتجاوز مرافقة السياح وتزويدهم الممنهج بالمعلومات لتسمو إلى الديبلوماسية الموازية.

 

 

تخللت الصبحية الثقافية حفل توقيع كتاب “اللقى الأثرية المرتبطة بالتدبير المائي بمواقع جامع الكتبية وقصر البديع وخزانات سيدي بوعثمان” لمؤلفته الدكتورة حسناء الحداوي محافظة قصر البديع، وفي تقديمه للكتاب المحتفى به توقف عبد القادر عرابي رئيس مؤسسة آفاق الدراسات والنشر والاتصال على غنى وتنوع التراث المغربي بروافده الأمازيغية، العربية، الإفريقية، العبرية.. مفصلا الحديث عن ما وصفه ب”تاريخ العوام” باعتباره حقلا معرفيا سيساهم في إماطة اللثام عن جوانب مهمة من التاريخ الاجتماعي للمدينة الحمراء، مشددا على ضرورة تعميق البحث في “التاريخ السياسي” مما من شأنه أن يساهم في تحقيق تراكم كمي وكيفي خدمة للفعل الثقافي والتوثيق، مضيفا في سياق حديثه عن كتاب “اللقى الأثرية المرتبطة بالتدبير المائي بمواقع جامع الكتبية وقصر البديع وخزانات سيدي بوعثمان” أنه يندرج ضمن الكتابات التاريخية الحديثة التي تستند على اللقى الأثرية لإعادة كتاب تاريخ مدينة مراكش، وهو يشكل إضافة نوعية إلى جانب 50 مؤلفا توثيقيا صادر عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، واصفا الكتاب في السياق ذاته ب”غير المسبوق” باستناده على حفريات أثرية تعرض لأول مرة، مشيدا بتوليفته المنهجية.

وقدم الروائي والمؤرخ عبد العزيز ايت بنصالح إضاءات تاريخية حول أهم المحطات التاريخية التي شهدها قصر البديع باعتباره صرحا معماريا حابلا بعديد الأحداث التي انعكست آثارها على مدينة مراكش والمغرب بشكل عام، معرجا الحديث عن خصائصه التراثية والمعمارية التي ارتبطت بمرويات متوارية بين العديد من المصادر التاريخية، خالصا إلى القول أن المعلمة التاريخية السالفة الذكر حافلة بالكثير من الأسرار التي تجعل منها موضوعا متجددا إن على مستوى البحث والتقصي أو على مستوى الكتابة الابداعية .

وارتباطا بالزيارات الميدانية المبرمجة قامت الدكتورة حسناء الحداوي محافظة قصر البديع مرفوقة بوفد مهم من المرشدين السياحيين بتأطير زيارة ميدانية إلى أهم الفضاءات التاريخية بقصر البديع، مفصلة الحديث على خصوصياتها المعمارية وسياقاتها التاريخية، كما قام الأستاذ الباحث عبد المنعم جمال أبو الهدى المسؤول عن التراث الثقافي بالمديرية الجهوية للثقافة بمراكش بتأطير زيارة ميدانية ثانية إلى قبور السعدين، مُقدما شروحات  مستفيضة لوفد المرشدين السياحيين المعتمدين ، مستعرضا في السياق ذاته الإطار التاريخي

 

لهذه المعلمة المتفردة وأهم الرموز والشخصيات دفينة المقبرة السعدية، وما واكبها من أحداث تاريخية مهمة طبعت تاريخ المغرب طيلة القرنين 16 و17.

جدير بالذكر أن التظاهرة الثقافية السالفة الذكر ستعرف أنشطة أخرى متنوعة على مدار الموسم الثقافي 2021-2022 من خلال تنظيم معارض إثنوغرافية، ندوات ومحاضرات، توقيع إصدارات أكاديمية، وزيارات ميدانية إلى أهم المعالم التاريخية بالجهة كقلعة “تاسغيموت المرابطية” بتاريخ 14 يوليوز الجاري، والمرصد الفلكي بمنطقة أوكايمدن وموقع النقوش الصخرية بتاريخ 8 شتنبر 2021.

 ويأتي تنظيم هذه الأنشطة الثقافية لفائدة المرشدين السياحيين المعتمدين تماشيا مع رؤية وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة- الرامية إلى تثمين الموروث الثقافي والتعريف بغنى وتنوع المؤهلات الحضارية على نطاق واسع داخل المغرب وخارجه.

 

قد يعجبك ايضا