المرأة الاختيار الأهم في حياة الإنسان

3

كتب رجل الأعمال المغربي السيد العيادي أن الإنسان يواجه عبر حياته اختيارات مصيرية عديدة: من الدراسة إلى العمل، ومن مكان العيش إلى محيط الأصدقاء. غير أن كل هذه القرارات، على أهميتها، تبقى ثانوية أمام قرار واحد يرى أنه الأعمق أثرًا: اختيار الزوجة. فهذا الاختيار، في نظره، هو الذي يحدد استقرار البيت، سعادة الرجل، بل وحتى توازن المجتمع.

وانطلاقًا من هذا التصور، يعتبر السيد العيادي أن الزوجة ليست مجرد شريك في الحياة اليومية، بل هي رفيقة درب تُشارك الرجل فرحه وحزنه، وتبني معه بيتًا يعلوه الدفء والتفاهم. لذلك فإن الزواج، كما يراه، لا ينجح إلا إذا تأسس على قيم أصيلة مثل الاحترام والثقة والرحمة. وهنا ينتقل إلى التنبيه بأن السعادة الزوجية لا تقاس بالمظاهر، بل بما يمنحه هذا الاختيار من طمأنينة داخلية.

وفي هذا السياق، يشدد السيد العيادي على أن البيت يجب أن يكون حصنًا يحمي الرجل من صخب الحياة وتناقضات المجتمع المغربي. فالزوجة المخلصة الطيبة تُحوِّل المنزل إلى واحة راحة، بينما الاختيار السيئ يُحوِّله إلى مصدر صراع دائم. وهذا يقودنا إلى ما يراه من تأثير صامت، لكنه بالغ العمق، تمارسه الزوجة على مصير الأسرة بأكملها.

فحسب السيد العيادي، سلوك الزوجة وأولوياتها وقيمها تتسرب تلقائيًا إلى زوجها وأبنائها، ما يجعلها قادرة إمّا على رفع الأسرة كلها، وإمّا على إسقاطها في دوامة الفشل. ومن هنا، يربط مباشرة بين اختيار الزوجة واختيار الأم التي ستُربي الأجيال القادمة. فالأم، كما يشدد، ليست مجرد حاضنة، بل هي المدرسة الأولى التي تُغرس فيها القيم ويُبنى فيها وجدان المجتمع.

ويضيف السيد العيادي أن خطورة المرحلة الحالية تكمن في هيمنة ثقافة المظاهر على حساب الجوهر. ففي حين ينشغل كثيرون بالشكل الخارجي، يرى أن الجمال الحقيقي يكمن في نقاء القلب وصفاء الروح. فالزواج الذي يُبنى على الإيمان، الصبر، والوفاء، هو وحده القادر على الصمود أمام التحديات، بخلاف الزواج القائم على الانبهار اللحظي بالمظاهر.

ويخلص السيد العيادي إلى أن المجتمع المغربي لن يستعيد توازنه إلا إذا عاد إلى جوهر الزواج باعتباره ميثاقًا مقدسًا، لا مجرد صفقة اجتماعية أو سباق مظاهر. فالزوجة، في رؤيته، ليست فقط شريكة حياة، بل هي أساس السكينة، وعماد الأسرة، وسر نجاح الأجيال القادمة. ومن هنا يقرر بحزم أن اختيار الزوجة الصالحة هو أعظم قرار في حياة الإنسان، لأنه يحدد ليس فقط مصير الفرد، بل مستقبل المجتمع بأسره.

 

daam sakan mobile
قد يعجبك ايضا