عبدالرحمان الوفا المستشار البرلماني بمراكش يتساءل حول خريجي معاهد التكوين الفندقي في المغرب

يعد خريجو معاهد التكوين الفندقي، سواء في القطاع العام أو الخاص، من أهم الموارد البشرية التي يعتمد عليها القطاع
السياحي في المغرب، حيث يتلقون تكوينا نظريا وعمليا مكثفا في مجالات متعددة، مثل إدارة الفنادق، خدمات الاستقبال،
الطبخ، والتدبير السياحي. ورغم الجهود التي يبذلها هؤلاء الشباب في مسارهم الدراسي والتكويني، إلا أن واقع التشغيل
داخل القطاع يضعهم أمام تحديات كبرى، تجعلهم عرضة للاستغلال المهني خلال فترات التدريب، قبل أن يجدوا أنفسهم
في صفوف العاطلين عن العمل.
وتشهد العديد من المؤسسات الفندقية استقطابا مستمرا للمتدربين تحت يافطة "التكوين المهني"، إلا أن هذه الفرصة التي
يُفترض أن تكون جسرا نحو الإدماج المهني، تتحول في كثير من الأحيان إلى وسيلة لاستغلال هؤلاء الشباب كقوة عاملة
مجانية أو بأجور زهيدة، دون أن يحصلوا في النهاية على فرص عمل دائمة. ومع انتهاء فترة التدريب، يجد كثير من
الخريجين أنفسهم خارج سوق العمل، في ظل غياب سياسات تشغيلية تضمن لهم الاستفادة من فرص القطاع السياحي
المزدهر.
ورغم الأرقام القياسية التي يحققها القطاع السياحي في المغرب، مع تسجيل ملايين السياح سنويا، وارتفاع مداخيله إلى
مستويات غير مسبوقة، إلا أن هذه الطفرة لم تنعكس على تشغيل خريجي معاهد التكوين الفندقي. فبينما يزداد الطلب على
الخدمات الفندقية، تتجه العديد من المؤسسات إلى تشغيل يد عاملة غير متخصصة بأجور أقل، أو الاعتماد على عقود
قصيرة الأجل، بدل الاستثمار في تشغيل الكفاءات الوطنية المؤهلة.
إضافة إلى ذلك، تعاني منظومة التكوين الفندقي من فجوة بين ما يتم تدريسه وما يحتاجه سوق الشغل فعليًا، حيث يجد
الخريجون أنفسهم في مواجهة متطلبات مهنية لم يتلقوا تدريبا كافيًا بشأنها، ما يزيد من صعوبة اندماجهم في القطاع. كما
أن بعض المؤسسات الفندقية تفضل توظيف خبرات أجنبية في مناصب إدارية عليا، ما يحدّ من فرص الترقي المهني أمام
الشباب المغربي.
أمام هذه الإشكالات، أصبح من الضروري إعادة النظر في سياسات التشغيل داخل القطاع السياحي، عبر وضع آليات
تحفيزية لتشغيل الخريجين وإلزام المؤسسات الفندقية بإدماجهم في سوق الشغل وفق عقود عمل تضمن الاستقرار المهني.
كما يجب العمل على تحديث برامج التكوين الفندقي لتتماشى مع متطلبات السوق، وتعزيز الشراكة بين معاهد التكوين
والمؤسسات الفندقية لضمان تكوين عملي أكثر نجاعة.
وبينما يستمر المغرب في تحقيق أرقام قياسية في قطاع السياحة، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذا النجاح الاقتصادي إلى
فرص تشغيل حقيقية، تضمن استفادة الشباب المغربي من هذا الازدهار، بدلا من أن يبقوا مجرد أرقام في قوائم العاطلين
بعد سنوات من التكوين والعمل الشاق في ميدان السياحة والفندقة.
وعليه نسائلكم السيدة الوزيرة المحترمة عن الاجراءات والتدابير التي تتخذها وزارتكم في هذا الصدد ؟