كيف نجح المجلس الجماعي وسلطات مراكش أن يجعلوا ” المدينة مستعدة لاستقبال حدث عالمي غاب عن إفريقيا 50 سنة وفريد عربيا ” صور”
حينما انطلقت أشغال الاستعدادات لأكبر تظاهرة عالمية ” اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين” هذه التظاهرة العالمية الفريدة والتي عادت إلى إفريقيا بعد غياب دام 50 سنة راهن عديدون على فشل المجلس الجماعي مراكش، وسلطات الولاية ومنتخبو الجهة في بلوغ الهدف، وبالتالي الوفاء بمدة الإنجاز، وذهب آخرون إلى إعتبار الأشغال مجرد تغيير للأرضفة، لكن الحقيقة اليوم البادية للعيان هي أولا جودة الأشغال وجماليتها ، ففي ظرف قياسي تم تبليط الشوارع،تزويد الحدائق العمومية بالسقي الموضعي بواسطة المياه المعالجة، ووضع الأرصفة والإنارة العمومية وتغيير الممرات والمسالك والمدارات، واكتست المدينة اخضرار المنتزهات والحدائق واليوم والأشفال على أبواب الانتهاء يحق لمراكشيين الافتخار بما تم تحقيقه ، مدخل المدينة بطريق الدارالبيضاء والشوارع الرئيسية والمدارات، إلى جانب المقر الذي سيحتضن الحدث الدولي يعتبر نتيجة عمل دؤوب قادته الوزيرة العمدة فاطمة الزهراء المنصوري، والوالي كريم قسي لحلو ورئيس مجلس الجهة سمير كودار إلى جانب مولاي عبدالرحمان الوفا رئيس بلدية المشور القصبة، لقاءات وزيارات ميدانية وتتبع لكل تفاصيل الاستعدادات لهذا الحدث العالمي المزمع عقده في الفترة الممتدة بين 9 و15 أكتوبر المقبل، من خلال تهيئ قرية تتواجد بموقع “باب إيغلي” والممتدة على مساحة 223 ألف و647 متر مربع، لاحتضان أشغال هذه الاجتماعات، التي من المرتقب أن تعرف مشاركة 14 ألف شخص يمثلون 189 دولة عضو في هاتين المؤسستين الدوليتين، وكيفما كانت الأجواء وطقس انعقاد هذا الحدث العالمي في جو مطير أو حار ما تم إنجازه بللمدينة يعتبر مكسبا بل نتيجة مجهود كبير.
واليوم وبفضل هذا المجهود الذي تحدى تبعات الزلزال الذي ضرب المنطقة، وصلت نسبة الحجوزات بمختلف المؤسسات الفندقية المصنفة حاليا نسبة الملء 100 في المائة، وبفضل مجهودات منتخبي وسلطات المدينة الحمراء أكدت مراكش ريادتها على المستوى الوطني والقاري في مجال سياحة المؤتمرات، ويعود ذلك إلى خبرتها المتميزة في هذا المجال، حيث توجت سنة 2014 كوجهة معروفة في عالم المؤتمرات واللقاءات باحتضانها عدد كبير من التظاهرات العالمية ذات الطابع الثقافي والاقتصادي والرياضي والفني، من قبيل المهرجان الدولي للفيلم والجائزة الكبرى لسباق السيارات.
ودخلت الاستعدادات والتحضيرات لهذه التظاهرة العالمية الكبرى، التي أضحت تفرض نفسها بشكل متزايد في الظرفية الراهنة المتسمة بتعاقب الأزمات، سرعتها القصوى، بحيث يتم وضع اللمسات الأخيرة لجعل المدينة الحمراء في مستوى هذا الحدث العالمي، في حين اتخذت كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان حسن سير أشغال هذه الاجتماعات، فضلا عن توفير كافة شروط وسبل انجاحها سواء من حيث الجانب التنظيمي أو الأمني أو ما يتعلق بإيواء واستقبال وتنقل المشاركين الذين سيحجون إلى مدينة مراكش من مختلف بقاع العالم وبأعداد كبيرة.
وتشكل دورة مراكش، الأولى من نوعها في العالم العربي، وتبصم على عودة هذه الاجتماعات السنوية إلى إفريقيا، بعد تلك التي نظمت للمرة الأولى في نيروبي بكينيا منذ خمسين سنة.
وستمكن هذه الاجتماعات من حشد الموارد المالية الكفيلة بتعزيز الاقتصادات على الصعيد الدولي، بما في ذلك التمويلات المتأتية من القطاع الخاص، معربا عن الأمل في أن تكلل هذه الاجتماعات بالنجاح سواء بالنسبة للبنك الدولي أو صندوق النقد الدولي أو المملكة.