في الذكرى 17 للبام : ” نحو استثمار لرصيد حزب ، ملأ السياسة و شغل الناس “

0 10

لقد مرت سبعة عشر عامآ على يوم إعلان حركة لكل الديمقراطيين عن تأسيس حزب سياسي على أرضية ذات مشروع مجتمعي , يرعى الحداثة و التقدم و الهوية المغربية الأصيلة ، و ينشد مغربآ جديدا عبر ممارسات أكثر مردودية وفق الثوابت الوطنية .

و ككل القادمين من المستقبل ، ممن يولدون لإحداث التغيير في المياه السياسية الراكدة ، الذين يعزفون لحنآ اخر غير المعزوفات الكلاسيكية البالية ، واجه الحزب تيارات مجتمعية نكوصية ، إستفادت لسنوات من فرملة المشهد الحزبي و عجزه عن التجديد .

و بطموحات كبيرة و سقف عال من الإنتظارات ، إنطلق الحزب و انخرط في المشهد السياسي المغربي ، و بصم خلاله على تواجد و حضور يومي قوي في كل المحطات . كما أبان أبناء هذا الحزب على وعي سياسي محترم ، و تشبث وثيق بالمشروع و استعداد كبير لتقديم الأفضل دائما .

و بدون مركب نقص ، وجب أن نقول من خلال فلاش باك بسيط ، أنه خلال 17 عاما من عمر الحزب ، فإنه ولد أكثر من مرة ، ولد خلال لحظاته الصعبة مرات ، وخرج مرات عديدة منتصرا ، مجددا نفسه ، محتفيا بواقعية مشروعه و نجاحه على من كانوا ينتظرون تلك اللحظات ، مجهزين كفن مشروع حزبي مجتمعي ملأ الدنيا و شغل الناس .

و لأنه جاء ليمارس السياسة بشكل آخر ، فإن قيادة هذا الحزب لم تشخصن أبدا ، ولم تختطف أبدا ، طيلة 17 سنة كاملة ، فكان الحزب هو الهيئة السياسية المغربية الوحيدة التي قادها أمناء عامون متعددون ، ولاية لكل أمين عام ، إلى حين المؤتمر الوطني الأخير ، الذي أفرز شكلا قياديا غير مسبوق ، يحتكم إلى منطق التشاركية و التعددية في قيادة الحزب، ووضع الثقة في ضمير الحزب الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري منسقة ورئيسة للقيادة الجماعية .

و بهذا يكون الحزب خلال 17 عاما من الممارسة ، قد غير الشيء الكثير من الداخل و الخارج ، لكنه لم يغير لا جلده ولا أبناءه ولا حملة مشروعه . فمن 17 سنة من النضال و التدافع ، من المسؤولية و عواصفها ، أتت الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري، و أتى معها الرفيق المهدي بنسعيد . فمن رحم 17 سنة من العمل اليومي الجاد أتى عقل الحزب و محركه الأخ سمير ݣودار ، ومعه أتت الاخت نجوى كوكوس ، و معهما أسماء كثيرة تتموقع اليوم داخل مواقع المسؤولية و القرار الحزبي .

هو رصيد تنظيمي مهم ، إنضافت إليه تجربة حكومية تتكلم عنها لغة الأرقام ، في كل القطاعات الحكومية التي يسيرها وزراء الحزب ، و معها جهات متعددة بالمملكة تعرف اوراشا تنموية غير مسبوقة يقودها أبناء هذا المشروع .

أطر كثيرة تخرجت من هذه التجربة المختلفة ، وضعت فيها الدولة الثقة في مناصب حساسة و مسؤولة ، و أخرى تساهم بشكل فعال و مستمر في تنشيط الفعل المدني العمومي .

واعتبارا لكل هذا ، فإن الحزب الذي ملأ الساحة السياسية و شغل الناس ، أصبح في السابع عشر من عمره ، برصيد غني وزاخر ، و بمسؤولية أكبر و انتظارات أكثر .

فلنمضي جميعا لفعل حزبي مسؤول وفعال نحو الأمام ، نحو تحقيق مغرب الجهات ، و نحو تفعيل و تثمين لسياساتنا الترابية ، نحو مغرب الغذ بكل وطنية .

د صلاح الدين واعمرو
الأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بقلعة السراغنة
عضو المجلس الوطني

daam sakan mobile
قد يعجبك ايضا