كريم قسي لحلو والي مراكش يفتتح بمتحف الروافد – دار الباشا بمراكش، معرض “المغرب: غنى وتنوع، مقتطفات من تراثنا”

افتتح،لخميس بمتحف الروافد – دار الباشا بمراكش، معرض “المغرب: غنى وتنوع، مقتطفات من تراثنا”، الذي يقترح قراءة لأزيد من 20 سنة من تاريخ المملكة، وذلك من خلال عدة مجموعات متحفية نادرة تنتمي إلى مجالات مختلفة: البرونز والحلي والتراث اليهودي المغربي والخزف والفن الإسلامي.

وجرى حفل افتتاح المعرض، الذي مر في احترام تام للتدابير الوقائية المعمول بها لمكافحة انتشار كوفيد-19، بحضور والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش، السيد كريم قسي لحلو، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف السيد مهدي قطبي.

  وبالمناسبة، قال السيد قطبي، في تصريح للصحافة، على هامش افتتاح المعرض، إن “المؤسسة الوطنية للمتاحف تساهم اليوم، في إبراز جمالية وتاريخ المغرب، وتعمل على تقاسم تراثنا مع المغاربة وكافة شعوب العالم”.

  وأضاف السيد قطبي “نحن لن نظل مكتوفي الأيدي بسبب الجائحة، بل سنقرب المتاحف من الزوار مع احترام التدابير الصحية المعمول بها من ضمنها ارتداء الكمامات واحترام التباعد الجسدي والتقيد بقواعد النظافة”، معبرا عن قناعته بأن نفسا جديدا سيهب عبر الثقافة بعد الجائحة.

  وفي هذا الصدد، أعلن عن افتتاح متحف جديد يوم 16 مارس الجاري، بمدينة طنجة، يضم مجموعة فنية لمغربي وهب أزيد من 200 عمل فني للمؤسسة الوطنية للمتاحف”، مؤكدا أن هذه الخطوة “تدل على ثقة المغاربة في سياسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائمة على التنمية عبر الثقافة”.

واستنادا إلى المؤسسة الوطنية للمتاحف، فإن المغرب يتوفر على واحدة من أهم المجموعات البرونزية في العالم التي تعطي لمحة عامة عن الفترة العتيقة، من جانب آخر، تعد الحلي التقليدية فنا غنيا ومنتوعا ومكونا هاما من التراث المنقول شهده المغرب منذ الأزل.

ولعل أهم ما يبرز براعة الصانع التقليدي في هذا المجال هو المجموعات الإثنوغرافية التي يعود معظمها إلى القرن التاسع عشر، إذ يمكن تقسيم الحلي التقليدية إلى نوعين؛ الحلي الحضرية والحلي القروية، حيث لكل مميزاته التي يستمدها من الخصائص المحلية والجهوية للمنطقة.

  ويعطي المعرض أيضا لمحة عن التراث اليهودي المغربي، من خلال مجموعة من القطع كالتوراة وقناديل الحنوكيات والحلي المميزة للثقافة اليهودية، مما يتيح للجمهور اكتشاف جانب من تاريخ الطائفة اليهودية المغربية وتقاليدها التي تشكل جزءا لا يتجزأ من ثقافة المملكة التي لطالما كانت أرضا للتسامح والتعايش.

  أما فيما يتعلق بفن الخزف بفاس، فلقد شكل مصدر إعجاب واهتمام بالنسبة للفنانين المستشرقين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.

  وأخذ الفن الإسلامي مكانة هامة منذ القرن الثامن إبان حكم الدولة الادريسية، ومع توالي الدول المرابطية والموحدية والمرينية والوطاسية والسعدية والعلوية، إذ ازدهرت الهندسة المعمارية بالمغرب والأندلس، واكتسبت القطع ذات الطبيعة والحمولة الدينيين أهمية كبرى.

  ومن خلال هذا المعرض، يفرض متحف الروافد – دار الباشا نفسه، أكثر من أي وقت مضى، كمكان للحوار والتواصل.

  ويقع متحف الروافد – دار الباشا بقلب المدينة العتيقة لمراكش، حيث تلتقي الثقافات الأمازيغية والعربية والإسلامية واليهودية والأندلسية والصحراوية، وهو مبنى ذو طراز أندلسي يعود إلى بداية القرن العشرين ويحتوي على مجموعات متحفية تشهد على تراث المملكة الغني وتاريخها التليد.

  وتعد زيارة دار الباشا، وهي معلمة معمارية فريدة، فرصة للسفر في رحلة عبر التاريخ لاستكشاف مهارات الصانع التقليدي المغربي وتجليات ابداعاته التي اندمجت في تناغم كبير مع أنماط وأشكال هندسية مستوحاة من بلدان أخرى.

  ولعل أهم ما يميز دار الباشا هو الرياض ذو الأعمدة المغطاة بالزليج والقاعات، ذات الأبواب الخشبية والأسقف المزينة بدقة لا مثيل لها، المطلة على حديقة مقربة ذات طابع أندلسي، ففي هذا المكان البديع، يتسنى للزائر التعرف على مكونات ثقافة وتراث المغرب بخصوصياتها ومميزاتها.

قد يعجبك ايضا