banner

مراكش … حينما غاب ” بارشوك ” الوالي

870

حينما غادر الوالي منير الشرايبي ولاية جهة مراكش بعد إقالته من منصبه قال عبارة ترددت كثيرا بين الأوساط السياسية والإعلامية آنداك ” j’étais mal entouré” وظلت هذه العبارة التعليق الوحيد الذي صاحب إقالة الشرايبي، ولأن البطانة الصالحة أساس نجاح أي مسؤول  غالبا ما يتسابق المؤنسون والنمامون والمتملقون والطبالون والغياطون لإسداء الخدمات لهذا الأخير خاصة إذا كان ممن لاينصت، فتجد الكفاءات تتوارى عن الأنظار، وتضع مسافة بينها وبين هذا الأخير خاصة إذا كان من الذين لايسمعون ولا يقبلون لا  النصيحة ولا المشورة ولا حتى السؤال.
في ولاية مراكش ينادونه ” السي عبدالصمد” مدير ديوان الوالي فريد شوراق الذي شكلت إقالته صاعقة، وخبرا حزينا بين الأوساط المراكشية خاصة أن الرجل أبان عن حسن نية لا نظير لها في خدمة مدينة وجهة ” ماعندها زهر مع الولاة”،  عبدالصمد مدير ديوان الوالي شوراق هذا الرجل حينما تعاينه في أي نشاط متقدما بساعات لمعاينة أي فضاء أو نشاط تعلم أن الوالي حاضر يتفقد المكان، ويضبط الزمن ويناقش كل التفاصيل المرتبطة بنشاط الوالي وتحركاته، بل أكثر من ذاك تجد الرجل يناقش أدق التفاصيل مع منظمي الأنشطة والتظاهرات لكونه دائم الحرص على احترام البروتوكول، ونادرا ما سجلت أنشطة مؤسسة الوالي أية ملاحظات.فتجده يسأل عن من سيجلس بجوار الوالي وعن برنامج الحفل والنشاط  هذا بطبيعة الحال بعد التقصي عن النشاط وأصله وفصله.

وبين هذا وذاك تشاء الظروف والأقدار أن يتواجد عبدالصمد مدير ديوان الوالي شوراق والمسؤول عن البروتوكول ومهندسه بالديار المقدسة لأداء مناسك الحج، وهو الذي لم يكن يفارق الوالي شوراق في مختلف تحركاته، وفي ظل غياب من يعوض عبدالصمد ” بارشوك الوالي” والممتص للصدمات عبث العابثون بصفاء نية الرجل الأول بولاية جهة مراكش آسفي، بعدما وجد نفسه في قلب سيناريو لم يكن في الحسبان، طقوس نحر أضحية العيد ناب عنا فيها عاهل البلاد ، في وقت يرى فيه البعض أنه سيناريو محبوك للإطاحة بالوالي شوراق، وآخرون اعتبروا الأمر قدر حرم جهة مراكش آسفي من والي يحمل العديد من المشاريع والرؤى المستقبلية لمدينة وجهة تعتبر وجه المغرب .
و يرى البعض أن عبدالصمد ” بارشوك ” الولاية الذي غاب، لو كان متواجدا ماكان ليترك الأمر يمر ولو عبر إيقاف عملية النحر والاتصال بالجهات المعنية للتشاور في الموضوع، بل أكثر من ذلك الطلب من القسم المختص بالتقصي عن الأمر قبل الواقعة ، لكن تشاء الظروف أن تجعل جرة سكين وراء جرة قلم إقالة الوالي شوراق الذي رسم معالم مستقبل مدينة وجهة تستقطب الأضواء عالميا … البارشوك والبطانة الصالحة أساس المسؤولية الصالحة لكون من ثمرات البطانة الصالحة: المشورة بالرشد والسداد للرأي، لأن الأصل في المستشار الأمانة، والإشارة بالأصلح، لقوله صلى الله عليه وسلم: ” المستشار مؤتمن”، وفي الحديث: ” من استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه”، فانظر فيمن وثقت، وبمن استرشدت، فكل امرئ يحشر مع بطانته المختارة، لأن ” المرء مع من أحب “.

شوراق مثال لمسؤول بنية صافية وعشق غير متناهي لمدينة وجهة واعد بجعلها تشكل الشوط الثالث شوط الفرح في منافسات كأس إفريقيا والعالم التي ستحتضنها بلادنا، كان الوالي شوراق يسارع الزمن لجعل مراكش في قلب الحدث … 

 

قد يعجبك ايضا