لمؤسسة الوالي بمراكش حكايات وروايات، يقف عندها المرء مندهشا من عجائبها وغرائبها، جلعت المراكشيين يؤكدون إن عبارة ” الله يخرج سربيسنا على خير ” خرجت خصيصا على مراكش المدينة المليئة بالألغام والصراعات والتدافع اليومي والمصالح الظاهرة منها والباطنة.
العشرات من الولاة غادروا مراكش مكرهين منهم من أحيل على وزارة الداخلية، ومنهم من غادر بملف قضائي مازال يروج في المحاكم ومنهم من كانت ” رضا الوالدين” بجانبه، واستجمع قواه وعاد أقوى مما كان عليه، لكن بين هذا وذاك يتدكر المراكشيون كيف غادر معظم الولاة الذين تعاقبوا على جهة مراكش آسفي بداية بمنير الشرايبي الذي تحول إلى شغل منصب المدير العام التنفيدي المسؤول عن وظائف وعمليات المجموعة في بنك إفريقيا، والذي تمت إقالته من منصب والي مراكش، وهو المنصب الذي شغله ما بين 2004/2009.
حيث تولى بوشعيب المتوكل عامل إقليم الحوز آنداك مهمة الوالي بالنيابة على جهة مراكش آسفي، وفي 2010 تولى محمد امهيدية منصب والي جهة مراكش إلى غاية 2012 وغادر مراكش مكرها، بعدما تم تعيينه واليا على وجدة، وهو الذي استطاع تدبير مرحلة دقيقة كللت بالنجاح، وهو الآن والي على ولاية الدارالبيضاء الكبرى، لتتولى أحداث مدينة مليئة بالألغام ، مرحلة محمد فوزي سنة 2012 والذي غادر بدوره مراكش ليشغل حاليا مهمة المفتش العام للإدارة الترابية لدى وزارة الداخلية، ورغم كونه من الولاة الأكثر عطاءا وكفاءة غادر عبدالسلام بيكرات مراكش بدون مهمة قبل أن يعود لشغل منصب والي ولاية بني ملال والعودة لمراكش مرة أخرى، فيما لم يكمل الوالي محمد مفكر ثمانية أشهر على رأس ولاية مراكش حتى غادرها قبل أن يعين مكلفا بالعلاقات الخارجية بوزارة الخارجية ، فيما عبدالفتاح لبجيوي الوالي السابق على ولاية جهة مراكش آسفي الذي غادر بدوره مراكش مطوقا بقضية تعرض أمام المحاكم . فيما قسي لحلو الحاصل على دبلوم مهندس دولة من المدرسة الوطنية العليا للميكانيك والميكروتكنيك ببزونسون بفرنسا لم يكن حظه أكبر من سابقيه بعد إحالته على وزارة الداخلية دون مهمة قبل أن يعين مسؤولا على الإنعاش الوطني، ليتولى فريد شوراق المهمة واليا على ولاية جهة مراكش آسفي الذي مازالت قضيته تسيل الكثير من المداد وتطرح العديد من التساؤلات حول سيناريو عجيب لا يمكن أن يخطر على البال.
بحجم الكفاءات التي تعاقبت على مدينة مراكش بما في ذلك رؤساء المصالح الخارجية والمؤسسات بحجم حكايات وروايات الإقالة والمتابعة والعزل في ظل انتشار الألغام والمطبات بمدينة غاية الصعودبة في التدبير، وغيرها من سيناريوهات منها الظاهر وأغلبها باطن هذه هي مراكش لايوجد من المسؤولين من غادرها عن طيب خاطر، قدر المدينة أن تعيش مثل هذه السيناريوهات المثيرة والعجيبة حتى أن العديد من المسؤولين أصبحوا يتجنبون التنقيل والتعيين فيها … مراكش مدينة الألغام ومقبرة الولاة.
السابق بوست
قد يعجبك ايضا