وحدة التعليم الأولي بدوار شعوف، تجسيد صريح للدور الرائد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في النهوض بالتعليم الأولي

انطلاقا من نهجها الذي يضع العنصر البشري في صلب أي دينامية تنموية، تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي توجد حاليا في مرحلتها الثالثة، أهمية خاصة للأطفال، عبر المراهنة على التربية والتكوين، وكذا على تفتحهم ونموهم، من خلال النهوض بالتعليم الأولي، ولاسيما في العالم القروي.

ويمثل هذا الاختيار الحكيم، تجسيدا، على أرض الواقع، للعناية الملكية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يحيط بها الطفولة، ولهذه الإرادة الملكية بجعل التربية و التعلُّم رافعة للتنمية والانبثاق الفعال للأطفال، بشكل يجعل منهم مواطني الغد ممتازين، ومؤهلين للانخراط في الجهود التي تمت مباشرتها لفائدة ازدهار مستدام للمملكة.

وأبانت المبادرة الوطنية للتنمية الشرية، باستثمارها في النهوض بالتعليم الأولي على الصعيد الوطني، كما في بعض المناطق القروية التابعة لعمالة مراكش، على غرار جماعة واحة سيدي إبراهيم، وتحديدا في دوار شعوف، بما لا يدع مجالا للشك، على أنها الضامن لعدالة مجالية، وفاعل لا محيد عنه في مجال محاربة الفوارق في الولوج إلى تعليم أولي ذي جودة.

ففي هذا السياق، تندرج وحدة التعليم الأولي من النوع 1 بدوار شعوف التي تعكس هذا النهج الذي تدعو إليه المبادرة والذي يرتكز على تعميم وحدات عصرية للتعليم الأولي، والمزودة بكافة المعدات البيداغوجية والديداكتيكية الملائمة، وخاصة بمربيات يتمتعن بالكفاءة وبتكوين عال في التقنيات والمناهج التربوية المطلوبة في هذا المجال.

وتستقبل وحدة التعليم الأولي هذه، التي فتحت أبوابها في 12 شتنبر 2022، 85 طفلا، فتيات وفتيان، تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، موزعين على 4 أقسام، وتؤطرهم 4 مربيات.

وتطلب بناء هذه الوحدة تعبئة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لغلاف مالي ناهز 400 ألف درهم، فضلا عن 50 ألف درهم للتجهيز، دون احتساب مصاريف التشغيل، بينما تتولى تسييرها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.

ومكنت جولة قام بها فريق من قناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء بوحدة التعليم الأولي بدوار شعوف من معاينة عن كثب جودة التعليم والتكوين الذي يتلقاه الأطفال، وكذا انخراط المربيات، وذلك باستعمال أدوات وتقنيات بيداغوجية وديداكتيكية عصرية ومتطورة جدا، كفيلة بأن توفر لهم تعلما أفضل، عبر تهيئتهم لاندماج سهل، مستقبلا، في الحياة المدرسية.

وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي التابع لولاية مراكش – آسفي، بخصوص مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019- 2022)، فإن عدد وحدات التعليم الأولي المبرمجة يبلغ 165 وحدة على مستوى عمالة مراكش، 157 منها دخلت حيز الخدمة، و7 في طور البناء.

وأضاف المصدر، أن هذا البرنامج يستهدف 13 جماعة في الوسط القروي، بينما يصل عدد التلاميذ المستفيدين إلى 3535 تلميذا، موزعين على 211 قسما، تؤطرها 211 مربية. وتؤمن تسيير هذه الوحدات المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.

وبخصوص التركيبة المالية للبرنامج، فإن التعبئة على الميدان تتم من قبل الساكنة، والمحسنين والجماعات الترابية، في حين تتكفل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمصاريف بناء وتجهيز وحدات التعليم الأولي، فضلا عن تمويل سنتين من التشغيل.

وقالت المسؤولة التربوية الجهوية والخبيرة في مجال التربية، فتيحة إقدام، في تصريح لقناة (إم 24)، إن وحدة التعليم الأولي هذه، التي أحدثت على مستوى دوار شعوف، هي نتيجة للتحسيس الذي تستفيد منه الأسر، وتجسد بوضوح هذه الأهمية التي يكتسيها التعليم الأولي بالنسبة للأطفال الصغار.

وبعد أن قدمت لمحة مفصلة حول اشتغال هذه الوحدة للتعليم الأولي، أبرزت أن هؤلاء الأطفال يستفيدون من تعليم أولي وفق المعايير ومهيكل للتعلم، وحول اللعب، وكذا أنشطة مدرسية موازية، قصد إعدادهم لتمدرس جيد.

وأوضحت أن “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تبقى شريكا رئيسيا مكننا من تهيئة، على صعيد عمالة مراكش، 158 وحدة للتعليم الأولي من النوع 1 (قاعة للدرس)، ومن النوع 2 (قاعتين للدرس) “، مسجلة أن هذه الوحدات تتوفر على مربين ومربيات مكونين بشكل جيد.

وخلصت السيدة إقدام إلى القول “سنقوم أيضا بإحداث 48 وحدة للتعليم الأولي، أي 54 قسما”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى