فاطمة الزهراء المنصوري العمدة الوزيرة وامتحان 100 يوم … الواقع والاكراهات واستنفار داخل صفوف حزب ” البام “

ظهرت فاطمة الزهراء المنصوري العمدة الوزيرة أمس الخميس 21 أكتوبر محاطة بأطر جماعة مراكش في جولة لبعض مشاريع الحاضرة المتجددة ، ظهور اعتبره عديدون بالرد الفوري على من قالوا إن فاطمة الزهراء المنصوري بعد حصولها على حقيبة وزارية ستغيب عن مراكش وستسيرها ب ” التيلكومند” من الرباط، بل ذهب آخرون إلى القول ” الموطنون صوتوا على المنصوري عمدة لمراكش وليس وزيرة …” وبين هذا وذاك طرحت العديد من التساؤلات بخصوص أي مستقبل للمدينة الحمراء المنهوكة؟  والأكثر تأثرا بمخلفات جائحة كورونا في ظل التجربة الجديدة للعمدة الوزيرة ؟ .

عودة الكفاءات التي تم تهمشها خلال التجربة السابقة

جولة المنصوري ومن خلال ما عايناه  كانت محاطة بأطر لها من الكفاءة والتجربة الكثير، وهو ما يؤكد أن العمدة أعادت الكفاءات الإدارية للواجهة ممن تم تهميشهم خلال التجربة السابقة، إلى جانب عودة بعض الأسماء المجربة في إدارة المجلس الجماعي، كل ذلك بتأطير تفيد المصادر من بعض الأسماء من حزب الأصالة والمعاصرة البعيدة عن موقع المسؤولية المباشرة، في ظل إكراهات حقيقية تواجهها الجماعة والتجربة الجديدة للمنصوري .

البام يراهن على نجاح تجربة عمودية مراكش

ومن جانب آخر تشير المصادر أن حزب الأصالة والمعاصرة بجهة مراكش آسفي يعيش استنفارا كبيرا بين صفوف مسؤوليه على اعتبار عمودية مراكش تعتبر  ” ترمومتر ”  نجاح تجربة حزب التراكتور بالجهة، وهو ما ترجم من خلال رهان المجلس الجماعي على الدور الذي بإمكان مجلس جهة مراكش آسفي القيام به لجعل مراكش تعود للواجهة، حتى تلعب مرة أخرى دور القاطرة التي تقود باقي أقاليم الجهة، وهو ما ترجم من خلال التصريحات التي أدلى بها سمير كودار رئيس مجلس جهة مراكش آسفي في مجموعة من المناسبات من جعل مراكش في صلب تنمية باقي أقاليم الجهة في إطار تكاملي، إلى جانب إلتفاف باقي قيادات حزب البام على المنصوري التي تحظى باحترام كبير بين صفوف مناضلي حزبها .

حصيلة 100 يوم  امتحان العمدة الوزيرة ” النظافة والمساحات الخضراء والكلاب الضالة” والحفر

وفي السياق ذاته تظل العمدة الوزيرة أمام امتحان 100 يوم الذي تظل فيه مطالبة بتقديم حصيلة عملها بالمدينة الحمراء التي تواجه ثلاث إكراهات رئيسية ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن زيارة نجوم الرياضة والسينما والمال والأعمال للمدينة الحمراء من أجل خلق استثمارات ضخمة نتحدث وبخجل كبير عن إشكالية ” الكلاب الضالة” التي تؤرق بال المواطنين، وتحولت إلى نكث يتبادلها المراكشيون بل وصمة عار على جبين مسيري المدينة، إذ لايعقل أن تعاين جحافل الكلاب الضالة تجول الأحياء الراقية بالمدينة الحمراء ومعظم أحيائها في سيناريو يطرح أكثر من علامة استفهام .

ومن جانب آخر تظل المساحات الخضراء بالمدينة الحمراء إشكالية حقيقية لما لحقها من تلف، إذ تحول معظمها إلى مساحات جرداء لا اخضرار ولا جمالية ولنا في رسالة الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالمنارة دليل وبرهان، حيث أوردت أن الفضاءات الخضراء بمدينة مراكش تعيش خريفا غير مألوف، فابستثناء الواحة بسيدي يوسف بن علي وحديقة عرصة مولاي عبد السلام، عرصة البيلك عند مدخل ساحة جامع الفنا، فإن الموت يهدد باقي الحدائق والفضاءات الخضراء، خاصة تلك الممتدة على طول شارع محمد السادس، وحديقة جنان الحارثي المغلقة، والحديقة المجاورة لكلية اللغة، وبعض الفضاءات الممتدة على جنبات شارع علال الفاسي، موت المجال الاخضر على إمتداد شارع آسفي والازهاز وإهمال عشرات اشجار النخيل المزروعة قبل سنوات لاقامة تجزئة بحي المسار، إهمال الحديقة الوحيدة بحي المحاميد على إمتداد شارع النخيل، أما الحديقة العجيبة التي يتم بناؤها منذ سنوات في إطار برنامج مراكش حاضرة متجددة فقد تحولت لبؤرة غير آمنة.
فإضافة إلى قلة وأحيانا انعدام الفضاءات الخضراء بأغلب إحياء المدينة، وزحف الاسمنت على المجالات الطبيعية ، وبناء أحياء سكنية بدون التفكير لتخصيص ولو جزء يسير للحدائق والفضاءات الخضراء، اضافة الى أن بعض الفضاءات خاصة المحادية لبعض المساجد تتحول إلى مناطق لممارسة التجارة وتصبح سوقا عشوائيا يضيف نكهة الترييف على مكان وتراكم النفايات مكان الإخضرار .

بينما تعتبر النظافة من بين أولويات الوجه الحسن لمراكش العاصمة السياحية العالمية إذ مافتئ المواطنون من ساكنة المدينة وزوارها يسجلون نقصا كبيرا بل نقطا سوداء في هذا الباب، والتي ترجمت من خلال نواقص حقيقية في تدبير هذا القطاع الحساس، والذي كاد أن يحول المدينة إلى أوسخ مدن المغرب وهو من يعتبر من رهانات التجربة الجديدة إلى جانب انتشار الحفر بمختلف الشوارع والطرقات، والتي تحتاج اجراءا عاجلا .

نواب وتفويضات و تفاوت  في ” البروفايلات ” 

حينما أعلنت فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش عن أعضاء مكتبها تضاربت التعليقات والآراء بين مرحب ومتسائل ومشكك في كفاءة بعض الأسماء خاصة تلك التي تفتقد للتجربة في تسيير الشأن العام، لكن يتفق عديدون على أن العمدة المنصوري هي من يتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة في هذه الاختيارات التي يظل الحكم عليه وعلى عطاءاتها سابق لأوانه ، فباستثناء  محمد الإدريسي وعزيز بوسعيد ومحمد توفلة تظل باقي الأسماء الأخرى حديثة العهد بتسيير الشأن المحلي، إلا أن الرهان على نجاح التجربة يظل قائما في ظل تفاوت في ” البروفايلات” ولحد الساعة ما زال المواطنون ينتظرون مبادرة نواب العمدة سواء في الاقتراح أو الخروج الإعلامي الذي يظل غائبا بشكل كبير لشرح ما واعدت به العمدة المنصوري خلال حملتها الانتخابية .

المواطنون ينتظرون إجراءات عملية … حصيلة 100 يوم ربما تحمل الجواب .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى