المركب الاجتماعي متعدد التخصصات “حي الكدية” تجسيد لاهتمام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتمكين الأشخاص في وضعية هشاشة

حرصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها الرسمي من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بما يميزها من “واقعية” و”فعالية” و”ابتكار”، على وضع الفرد في صلب أولوياتها، مع إيلاء أهمية خاصة للتكوين والتمكين والتحسين المستمر للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لفئات المجتمع، ولا سيما تلك التي توجد في وضعية هشاشة.

وتبرز العديد من الأمثلة التي تحملها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، والرامية إلى ضمان حياة كريمة للأشخاص المستهدفين، سواء على المستوى الوطني أو على مستوى عمالة مراكش، من خلال الانخراط الكامل في تكوينهم وتمكينهم على مختلف الأصعدة. ويتجسد المثال اللافت على الاهتمام الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لهذه القضايا الاجتماعية الملحة في المركب الاجتماعي متعدد التخصصات الذي تم إنشاؤه بحي الكدية.

وتعد هذه البنية الدامجة، والمندمجة تماما في محيطها، مثالا حيا على مقاربة القرب هذه، التي تدعو إليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باستمرار ، انطلاقا من نهجها المتمثل في الانصات دائما للمواطنين، والاستعداد لتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم، مع الاعتماد على تحليل دقيق للواقع على الميدان، وبطبيعة الحال مراعاة خصوصيات كل منطقة.

وتم تشييد هذا المركب الاجتماعي متعدد التخصصات، الذي بلغت كلفته الإجمالية 4 ملايين و300 ألف درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 1 مليون درهم، خصص للتجهيز، بينما ساهم صندوق دعم السكن ب3 ملايين و300 ألف درهم، خصصت لأشغال البناء التي نفذتها شركة العمران، حسب المعايير المطلوبة في هذا المجال، مع الجمع بين التقليد والحداثة، وذلك لضمان راحة المستفيدين وجميع الشروط اللازمة لتعلم وتكوين ذي جودة.

ويهدف هذا المركب، الذي تسهر على تسييره المنسقية الجهوية للتعاون الوطني، إلى توفير فضاء للتكوين موجه للنساء في وضعية صعبة، والتمكين والإدماج الاقتصادي.

ويوفر المركب، الذي يندرج في إطار البرنامج الثاني “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة” من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويستفيد منه سنويا حوالي 200 شخص، تكوينا في حرف الخياطة العصرية والتقليدية والحلاقة والتزيين وفن الطبخ والحلويات، بالإضافة إلى الإعلاميات ومحو الأمية والتوعية والتحسيس.

ويشمل المركب متعدد التخصصات، الذي بني على طابقين، ثلاث قاعات للتعليم الأولي وفضاء لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، وقاعة للإسعافات الأولية ومرافق إدارية وورشات للتكوين والتأهيل الحرفي.

وذكرت المسؤولة عن المركب الاجتماعي “حي الكدية”، ابتسام الصماط، في تصريح لـ (إم 24) القناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن هذه البنية التحتية رأت النور بفضل الجهود المشتركة بين مؤسسة التعاون الوطني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وافتتح المركب رسميا في أكتوبر 2022، لفائدة نساء وأطفال حي الكدية الذين وجدوا فضاء حقيقيا لممارسة العديد من الأنشطة.

واستعرضت، في السياق ذاته، الدورات التكوينية التي يوفرها المركب، الذي يضم، أيضا، فضاء مخصصا لأطفال الحي، أولئك الذين يوجدون في وضعية هشاشة ويستفيدون من العديد من خدمات المركب.

وأشارت السيدة الصماط إلى أن المركب الاجتماعي متعدد التخصصات يتوفر، كذلك، على خلية استماع تواكب وتدعم النساء في وضعية هشاشة، أو ضحايا العنف.

كما أعربت عن امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية السامية التي ما فتئ جلالته يوليها لجميع شرائح المجتمع، ولاسيما الفئات في وضعية هشاشة، وعلى الجهود التي تبذلها المملكة للنهوض بأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية وتأمين حياة كريمة لها.

وخلصت إلى أن هذه المركبات الاجتماعية متعددة التخصصات تلعب دورا هاما كما يتضح من العدد الكبير من الأشخاص الذين يستفيدون من التكوين في العديد من الحرف، والتي تمكنهم، في نهاية المطاف، من الاندماج بشكل أفضل في الحياة المهنية والأسرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى