الفنان إدريس الروخ :المسرح كشاهد على العصر

أهمية المسرح في بناء الفرد..تتجلى بوضوح و خصوصا في يومنا هدا في ظل كل التحولات التي يعرفها العالم في مجالات متعددة …منها مايفقدنا حلاوة الحياة ،يقلقنا كثيرا ويبعد عنا النوم ..بل يسلط علينا كوابيس تخيفنا …العالم تحول الى جحيم ومستنقع للحروب والقتال على كل الواجهات …لم يعد السلم كما كان من قبل ..لم تعد الحرب كما كانت من قبل …حروب عن حروب تختلف ولو في مجملها عنوان للقتل وسفك الدماء وقمع الأفكار المتحررة …العالم لا يعرف اليوم السكينة والهدوء اقتصاديا …سياسيا …واجتماعياً …وبيئيا …هذا الزمن يقودنا أيضا لأزمنة غابرة في تاريخ البشرية …حيث كان المسرح يواكب مايحدث ينتقد …يقرا …يكتب …يشخص كل أمراض العصر ويحاول ان يسجلها في تاريخ التراجيديات المسرحية او بلغة كوميدية …منها مايقلب المواجع ومنها مايطهر ومنها مايفضح …كتابات أصبحت مراجع لفهم تصرفات وأفعال الشعوب …مند الالياذة والاوديسة وربما قبل ذلك والمسرح يحاكي …يثور …يجادل …ينتفض من اجل عالم أفضل ..من اجل إنسان ارقى ..من اجل الحب والسلام …من اجل التعايش والاستمتاع بملذات الحياة الكثيرة …شكسبير كتب عن الانسان وسط الغام وخدع الاخر …كذلك فعل اخرون …بأنواع واشكال مختلفة من طرق العرض المسرحي …هناك من ستور على الشكل وهناك من يبحث عن اللغة وهناك من يرتمي في احضان التشكيل وتاثيت الفضاء …بل هناك من يستعمل قساوة زمنه ومجتمعه في فرجته …مرة في الشارع ليصبح لسان الناس …يقترب منهم ويواسيهم بل ويشركهم في لعبة العرض الحر المرتجل او المكتوب …وهناك من يبحث عن فضاءات في أماكن مقموعة مهمشة لتقديم ابداعه …واخرون وسط الحافلة و المقهى …يريدون بذلك دمقرطة المسرح …والابتعاد به من خندقه الكلاسيكي وعلبته التي اذا لم تتجدد معايير ومفاهيم الاشتغال فيها – ستسقط في الرتابة وإعادة ماهو سائد .. وان كانت بعض المحاولات والتجارب في هذا الباب قد نجحت مثل تجربة بيتر بروك ومسرحه الفضاء الفارغ ب بوفدونور
و آريان منوشكين بيتر سيلار واخرون ممن اشتغلوا على تجديد اللغة وتجديد الفضاء وتجديد طرق الاشتغال مع الممثل وتجديد جماليات وآليات وأدوات العرض المسرحي …
بالتجديد وبالبحث في ماقد يجعل من المسرح الان ضرورة للاستمرار في ترويض النفس على قبول الاخر والتسامح معه وفهمه دون السقوط في العدوانية او البحث عن تكسير جسر التواصل …يمكن ان نبتعد شيء فشيء عما بحدث في عوالمنا وبالأخص عالمنا العربي .
إدريس الروخ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى