يونس بنسليمان : ماذا عن المغرب العربي الكبير ؟وهل يمتلك حقا قادة دوله قرارهم؟
عندما تسمع القادة المغاربيين يتحدثون عن الوحدة ،وعن ضرورة التكامل الاقتصادي ،وضرورة التكتل بل في بعض الاحيان حتميته ،امام عالم اضحى لا يؤمن الا بالقوة ،وامام تجمعات سياسية واقتصادية لا توجد بينها روابط تاريخية قوية عقائدية او لغوية ،لكنها تمكنت من تذويب كل خلافاتها التاريخية ونزاعاتها الاقتصادية والعرقية ،(الاتحاد الاوربي نموذجا) ،على عكس بلدان المغربي العربي وامام تصريحات هؤلاء الزعماء في خطبهم الرسمية او امام كاميرات الصحافة ،وان تصريحات كل من رئيس جمهورية التونسية بمناسبة اختتام ملتقى التعاون الياباني الافريقي ولا رئيس الجزائر بمناسبة محاولة هاته الاخيرة تنظيم قمة الجامعة العربية ،لا يخرج عن هذا الاطار ،فاذا سمعت التبون يتحدث عن الوحدة العربية ولم شمل الامة العربية ،يعجز عقلك عن شرح سبب
غلق الجزائر لحدودها مع المغرب ،بل اكثر من ذلك مجالها الجوي للطائرات المدنية المغربية ،وبيع الغاز الى دول باقل من ثمنه في السوق “نكاية “بالمغرب ناهيك عن احتضانها لحركة انفصالية تهدف تقسيم المغرب ،وخلق دويلة نشاز ليس لها من مقومات الدولة سوى الدعم الذي تلقاه المرتزقة في عهد القذافي وما يتلقوه الان في عهد التبون وشنقربحة وهما متلازمتان لا يمكن الحديث عن واحد دون الاخر ،للاسف الشديد هـناك محاولات حثيثة لتعزيز صفوف هذا الثنائي بعنصر ثالث تونسي هذه المرة ،انه قيس سعيد الرئيس الحالي لدولة تونس الشقيقة التي تعيش ازمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة ،والتي يحاول حكامها الحاليين البحث عن طوق نجاة عند جار (الجزائر ) وجد في تركة فرنسا الاستعمارية واقتطاعها اجزاء مهمة من اراضي دول الجوار على اعتبار انها ستبقى جزءا لا يتجزء من فرنسا على غرار مستعمرات اخرى ،الا ان النخوة العربية الامازيغية والريع الاول من المقاومين للاستعمار في معضم دول المغرب العربي والدول التي كان تطوق الى الحرية والاستقلال جعل فرنسا تخرج من الجزائر ،لكن خروجها هذا تركت معه تركة استعمارية ظلت ترعاها الى يومنا هذا .ان تركة فرنسا باراضي “جزائرية” شاسعة وخيرات الغاز والبترول بدل ان يستعملها الاخوة الجزائريين في دعم وحدة الصف المغاربي ،والدفع الى تكامل اقتصادي
بين البلدان الخمسة ،استعملت لاحتضان كيان انفصالي تصرف المليارات من الدولارات لتلميع صورته و شراء الاعترافات به واستغلال ضعف بعض الدول او حاجياتها الاقتصادية ،او ضعف نفوس بعض مسؤوليها او فسادهم لتسدل العطاء بكرم حاتمي دون اخلاق ،وهي التي ابنائها في امس الحاجة لهاته الملايير من الدولارات من اجل حفظ كرامتهم ورقي وطنهم ،هذا العطاء من اجل نيل اعتراف بئيس بجمهورية الوهم بوليزاريو هنا او هناك ،او استقبال زعيمها من اجل بهرجة اعلامية للاستهلاك الداخلي ،لكن للاسف هاته المرة كان الاستقبال من رئيس دولة شقيقة يشعر المغاربة قبيل هاته الزيارة ان ماضيهم ومستقبلهم مشترك ،فمهما كان حجم العطاء وقيمته ان يقنع المغاربة بقبول رئيس تونس المس بتاريخ ومستقبل شعبين شقيقين ،ولا المس بحلم اتحاد مغرب عربي كبير ،الذي اصبح كلاما بلا معنى ولا روح ،فتصريحات كل من التبون وقيس سعيد عن ضرورة الاتحاد العربي والتكتل والتكامل الاقتصادي تبقى مجرد شعارات جوفاء ليس تحتها عمل على عكس المغرب الذي صرح ملكه حفضه الله ما من مرة بفتح الحدود والتوقيع على الاتفاقيات ،لا بادر الى زيارة تونس تجول بشوارعها كتعبير حقيقي عن التضامن وتاكيدا انها بلد امن وامان ،لكن للاسف في كل مرة يكون الرد دون مستوى النبل في الاخلاق
والعقيدة الراسخة بضرورة الوحدة والتكثل التي مافتئ يعبر عنها ملك المغرب قولا وفعلا .لهذا من حقنا ان نتسائل من يملك قرار كل من دولة الجزائر وتونس اذا كان الشعوب تعبر عن الوحدة والرؤساء في خطاباتهم كذلك .
ومن وما الذي يمنعهم من ان تترجم اقوالهم افعالا .
ذ يونس بن سليمان
نائب برلماني مغربي