مراكش : اختتام أشغال ندوة علمية حول موضوع “الحركة الفكرية بالمغرب خلال العهد العلوي الأول – انبعاث ثقافي وترسيخ للهوية المغربية”
اختتمت، بمراكش، أشغال ندوة علمية حول موضوع “الحركة الفكرية بالمغرب خلال العهد العلوي الأول – انبعاث ثقافي وترسيخ للهوية المغربية”، بتنظيم لقاء علمي في تراث الملحون المغربي، لإبراز العمق الفكري لهذا التراث اقتباسا من حكم وتعاليم الأعلام من سلاطين وملوك الدولة العلوية الشريفة، ورجالات وشيوخ هذا التراث.
وأجمع المشاركون في هذه الندوة العلمية، التي نظمتها مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية وجامعة القاضي عياض بمراكش، السبت، أن الملحون المنبثق من وحي مكونات المجتمع ساهم في بناء الشخصية المغربية، من خلال تناوله لمختلف مناحي الحياة التي تعكس تمثلات المجتمع المغربي ومسايرته للتطور التاريخي والثقافي عبر قرون.
وأكدوا أن هذا التراث الأصيل، الذي يجمع بين التأريخ والثقافة والفن، لا زال يساير تطور الحياة العصرية، ولم يتأثر بموجة العولمة، كما هو حال فنون تراثية أخرى.
وتوقف المشاركون عند جوانب من تاريخ الملحون وظهوره بمنطقة تافيلالت في عهد الموحدين، وانتشاره بعد ذلك بعدد من المدن المغربية.
وسعى هذا اللقاء العلمي، الذي انعقد على مدى يومين، إلى رصد مختلف السياقات التي أسهمت في بلورة المنجز الفكري الذي تحقق في مغرب القرنين الحادي عشر والثاني للهجرة، وكذا في السير العلمية والثقافية سيما للأعلام العلماء من سلاطين وملوك الدولة العلوية الشريفة الذين رفعوا لواء المعرفة في هذه الحقبة المنيرة من تاريخ المملكة المغربية.
وأبرزت مختلف المداخلات أن البعد الوطني الذي تحقق بالمغرب في عهد دولة الشرفاء العلويين، أسعف إلى حد كبير في إقرار الأمن والرخاء، وهو ما حفز على البذل والعطاء العلمي، وتجلى ذلك في يقظة فكرية شهدها المغرب الحديث، في مختلف أصناف المعرفة والعلوم.
واستهلت سلسلة المداخلات العلمية بمحاضرة افتتاحية لمحمد توفيق القبايبي أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض، وسلطت الجلسة العلمية الأولى الضوء على العناية التي حظي بها العلم والعلماء من طرف ملوك الدولة العلوية.
وتطرق محمد بلمعطي خبير مختص في فنون الخط بالقصر الملكي العامر بالرباط إلى جهود ملوك الدولة العلوية الشريفة وعنايتهم الخاصة بخدمة كتاب الله عز وجل، فيما قارب عبد الحميد العلمي أستاذ بجامعة سيدي محمد ابن عبد الله بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس رسائل القرن الثلاث في عهد الدولة العلوية من خلال قراءة في المضامين العلمية والريادة المغربية، وتناول عبد العزيز التيلاني باحث بمديرية الوثائق الملكية بالرباط المؤسسون الاولون للدولة العلوية الشريفة من خلال المصادر والوثائق.
وتميزت أشغال اليوم الثاني من هذه الندوة، بمداخلات علمية لثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين المختصين، حيث قاربت الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الأستاذ عبد اللطيف خرباش أساذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش موضوع “أعلام الثقافة والفكر في العهد العلوي الاول- تجارب وقضايا”، من خلال مداخلة تحت عنوان ” الإبداع الفكري خلال العهد العلوي الأول، قراءة في تجربة الحسن اليوسي” لابراهيم أيت إزي بجامعة الحسن الاول، كلية اللغات والفنون والعلوم الانسانية بسطات، ومداخلة تحت عنوان “أبوسالم العياشي وقضايا الثقافة والفكر في مغرب المائة الحاديةعشر” لمحمد اسموني أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش.
ورصدت مداخلة ثالثة للأستاذ الجامعي إدريس الزعري بجامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب ظهر المهراز بفاس الانتماء المذهبي في فكر العلامة أبي علي الحسن اليوسي من خلال البدور اللوامع في شرح دمع الجوامع.
ومكنت المداخلات العلمية للأساتذة الباحثين والدارسين المشاركين من فتح باب أوراش بحثية جديدة من شأنها أن تساهم في تعميق النقاش العلمي حول الإرث التاريخي المتعدد الأوجه الذي راكمه سلاطين الدولة العلوية في بناء الدولة المغربية على امتداد أزيد من ثلاثة قرون من أمانة الحكم وكفاية التدبير.
وتوزعت أشغال هذه الندوة، على أربعة محاور علمية شمل الأول موضوع “عناية سلاطين العهد العلوي الأول بالثقافة والعلوم”، و” المراكز العلمية خلال العهد العلوي الأول، الزعامات الدينية والأسر”، و”الصلات الثقافية بين المغرب والمشرق الإسلامي”، و” القضايا الفكرية خلال العهد العلوي الأول”.