المتألقة فاطمة أقروط مديرة الإذاعة الجهوية مراكش ضيفة برنامج ” متألقات” وهذا ما كتبته

سعدت الليلة أن أكون ضيفة في داري… دار الإذاعة و التلفزة المغربية التي أضحت منذ 2005 تحمل اسم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة…ضيفة باحساس غريب أحتفظ به لنفسي ..فالتلفزة المغربية لم تنجز خاصا و برنامجا متكاملا عن أحد من أبناء الدار منذ تأسيسها سنة 1962الى الآن…كان زملائي يموتون في غفلة من أشعة أنوار وأضواء الكاميرا و حظي بعضهم بنعي موجز في ثوان ضمن نشرة الأخبار …
جد سعيدة بانتماءي للإذاعة الوطنية وهي واحدة من أقدم الإذاعات في العالم …1928 ….
شكرا للرائعة أسماء بن الفاسي التي اصرت منذ 5 خمس سنوات على استضافتي ضمن برنامجها المتألق(متألقات ) فحال دون ذلك مرض أبي و بعدها أمي وبعدها غيابهما الأبدي الموجع…
شكرا للطاقم التقني التلفزي الذي استعدت معه وهج الكاميرا والصورة وحبكة السيناريو و إدارة الإخراج…برنامجي (على ضفاف الأنهار..سبو88)كان هنا بكل أبطاله…برنامج قال عنه زميلي محمد المشهوري في تدوينة قبل لحظات …برنامج سبق إنتاج وإنشاء ناشيونال جيوغرافيك …
شكرا للطاقم التقني الرائع للقناة التلفزية الأولى ..طاقم برنامج متألقات …المخرج الرائع البهي عبد الله اليزمي.. الكاميرامان المحترف نبيل بلغزال ..مهندس الصوت الذي يعشق الشاي بطقوسه الصحراوية بلال أسد … سعاد النهاري المكلفة بالمايكاب…
شكرا لكل من احبوني و كنت جزءا من حياتهم و كانوا جزءا من كبدي …
جد ممتنة للقناة الأولى وللشركة الوطنية للإذاعة والتلفزةالتي هي داري على هذه الالتفاتة…
اليوم فقط لم أندم على قرار اتخذته هذه سنوات حين رفضت أن أكون أول صحفية ممثلة عن شمال أفريقيا تشتغل بأول قناة فضائية عربية MBC … قدم عرفان نظام الدين مدير قناة MBC من لندن إلى البيضاء في مهمة ل48ساعة .. ضمنها تصيد فرصة انعقاد أشغال اتحاد المغرب العربي لتسجيل وتصوير لقاء مع المغفور له الملك الحسن الثاني يرحب و يحتفي فيه جلالة الملك بانطلاقة الMBC وعلى الهامش مائدة عشاء جمعتني به بحضور الصحفي الراحل محمد الأشهب و الصحفي المغربي السوداني طلحة جبريل وكان الغرض منها توقيعي على عقد للعمل بالملايين و شقة مفروشة و سائق و امتيازات أخرى إلا أنني رفضت …حينها ترك لي عرفان عقدا ابيضا لاضع فيه المبلغ الذي أريد ظنا منه أنني ساتراجع عن قراري فور بدء البث بالقناة واطلاعي على سياستها الاعلامية وخطها التحريري ….لم أتراجع علما أن راتبي آنذاك في الإذاعة الوطنية لم يكن ليتجاوز كلفة حذاء وعطر المدير العام…
كان راتبي هو 3200 درهما مغربيا … وكان كل سنتيم يحمل معه صوتي في الإذاعة عبر الذبذبات التي تعادل في سرعتها سرعة الضوء إلى أماكن بعيدة وناءية في الوطن وحيث أبناء الوطن …املشيل. امزورن. تونفيت ..تالسينت. فكيك ومخيمات تندوف ووووو…
شكرا للأمل الذي نط عبر القناة الأولى ليزنر ليلتي البيضاء هاته …
الرحمة و الجنة لأبي وأمي…ياليتكما معي ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى