الفنان عمر عزوزي : لست مستعدا لتلقي المزبد من نيران الأصدقاء

تشرفت بداية السنة الميلادية 2023 وأنا بمنزل المايسترو عبد الوهاب الدكالي بمراكش بمكالمة هاتفية من أحد الأستاذة الأجلاء، نائب رئيس احدى المؤسسات الثقافية الوازنة، التي تضم جهابدة الكتابة والإبداع الموسيقي في الوطن العربي، كان موضوع المكالمة استشارتي في إضافتي للائحة بعض الشخصيات الفنية المرموقة لتكريمي، بعدما قدمت له بالغ التشكرات اخبرته، انه،إذا لم يكن الأمر يتعلق بغلط او خلط في الأسماء، فأنا لم افعل اي شيئ يستحق هذا التكريم علما أن هناك اساتذة في الميدان تعلمت منهم الكثير مما اعرفه، او ما حصلت عليه خلال تجربة 33 سنة امام الكاميرات او فوق الركح (ولو بالمشاهدة احيانا)، وأنا بالكاد اكون قد شاركت في سبع مسرحيات منذ ولوجي للميدان كمحترف، اربع منها من تأليفي، فهؤلاء هم اجدر مني بالتكريم.
لا داعي ان اقسم لكم، أن هذا الأستاذ، قال لي بعد هذه الدردشة “استاذ عمر، ليس هناك لا خلط ولا خطئ، فنحن نعرفك ولو مع بعد المسافات، لاتبخس من قيمتك، لقد شاركت في اعمال تنتمي لفئة السينما العالمية وكنت متميزا بصوتك وحضورك القوي ثم لا يمكن لعاقل ان ينسى المساعدات التي تقدمها للإنتاجات الوطنية والدولية بدون ان تطلب منك احيانا، كنت تجد متعتك في تيسير أمور الغير، فانت تستحق اخي وزميلي العزيز أكثر من تكريم، التكريم الأول تناله كونك احببت الميدان واهله لدرجة انك غامرت بعائلتك ومستقبلك وغادرت ميدانا كان المستقبل فيه يبتسم لك، نحن نعرف انك كنت استاذا لمادة التواصل والبيداغوجيا بكلية الدرك ثم منشطا للجيش والدرك بالمملكة المغربية، ونعرف الصعوبات التي واجهتك في بداياتك فقابلتها بصبر ايوب واحيانا بالمرح والهزل”
امام هذا الكلام النابع من سيد وأستاذ له وزنه، تهت في حيرة لا مثيل لها وفي النهاية شكرت بحرارة هذا الأستاذ الكبير عن الغبطة والسرور التي أثلج بهما قلبي، بحيث كانت فرحة كبيرة بالنسبة لي، اولا ان يعرفك جهابدة المسرح والفن في الوطن العربي، فهذا جد مهم، ثم تليها فرحة فائقة ان الميدان لازال له رجال يحرسونه ويغيرون عليه من تلك المسلسلات والسيتكومات التي تذكر المشاهد باليأس وبالمواضيع الدخيلة على مجتمعنا.
اعتدرت لهذا الأستاذ متدرعا بعدم استعدادي لهذا التكريم ضاربا له موعدا في شهر مارس المقبل إن شاء الله لنقاش موضوع آخر.
امام رفضي قبول هذا التميز، تساءل الإخوة الذين كانوا معي بمائدة المايسترو عن السبب وهم في اشد الاستغراب من الموقف الذي عبرت عنه، فقلت لهم، بكل صراحة، افضل ان لا اخبركم بالسبب، أنا اعرفه ولا داعي للبوح به، فأنا لست مستعدا لتلقي المزبد من نيران الأصدقاء.
شكرا لأستاذ الكبير س. ب. ولكل زملائه بتلك المؤسسة العتيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى