أوجار. مخاطبا شبيبة التجمع بمراكش: لا مستقبل للديمقراطية في بلدنا إلا بانخراط حماسي شبابي

اكد محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أمس الجمعة 18 يونيو 2021، خلال لقاء تواصلي نظمته الشبيبة التجمعية بجهة مراكش-آسفي، ومنظمة الطلبة التجمعيين -فرع القَاضي عياض بمراكش، على أنه لا مستقبل للديموقراطية في بلدنا إلا بانخراط حماسي شبابي.

وأضاف أوجار في كلمته خلال هذا اللقاء الذي ناقش موضوع “مُشاركة الشباب دعَامة أسَاسية للبناء الديمقراطي”، أن هذا الانخراط لا يمكن أن يتم إلا ببناء مناخ جديد قاعدته الصدق والتواصل مع الناس والاستماع إليهم، وبناء علاقات ثقة جديدة تقوم على ربط المسؤولية بالمحاسبة وتقوم على شفافية الفعل العمومي وعلى اعتبار المؤسسة الحزبية مؤسسة ذات استمرارية وذات أهداف لتأطير وتكوين المجتمع وتربيته تربية ديموقراطية سليمة.
وقال أوجار: “من أجمل ما جاء به دستور 2011 هو اعتبار الاختيار الديموقراطي اختيار لا رجعة فيه في المملكة المغربية واختيار لا يمكن لأحد أن ينازع فيه، وبالتالي فإن الاختيار الديموقراطي في بلادنا أصبح التزاما دستوريا وواقعا سياسيا ينخرط فيه الجميع وهو اختيار يتم في دولة القانون والمؤسسات والحريات والحقوق يقوم على التنافس الحر والنزيه بين الأحزاب السياسية والمنظمات المعنية بالشأن العام”.
ولكن الدعامة الأساسية، يضيف وزير العدل السابق، لإنجاح البناء الديموقراطي هي وجود أجيال من الشباب والنخب الشبابية رجالا ونساء حاملة لقناعات الاختيار الديموقراطي تدافع عنه وتبشر به وتدعو إلى تقويته، مضيفا: ” لكي ينجح الشباب في هذا التحدي يجب أن ينتظم في منظمات مدنية وأن ينخرط في الأحزاب السياسية وفي كل مؤسسات النشاط السياسي والاجتماعي”.
ويرى المتحدث نفسه أن توقيت تنظيم هذه الندوة يأتي في الوقت المناسب حيث تستعد بلادنا لمحطة انتخابية مهمة جدا، إذ تستعد الأحزاب السياسية والدولة بكل مؤسساتها شهر شتنبر المقبل لإنجاح هذا الموعد، مشيرا إلى أن هذا الاستحقاق الذي يرجى منه أن يكون تحولا نوعيا للمسار الديموقراطي لبلادنا، ومحطة تاريخية لها ما قبلها ولها ما بعدها، وهو ما لن يتأتى إلا بخلق منافسة سياسية وإعلامية ثقافية جديدة تقوم على بناء جسور ثقة بين الشباب والفعل السياسي وبين الشباب وصناديق الاقتراع وبين الشباب والأحزاب السياسية.
وأشار إلى أنها دعوة عامة للشباب بغض النظر عن الانتماء وعن الأحزاب التي يفضلونها، لأن الأساس هو رفع منسوب الثقة ورفع درجة المشاركة، مردفا “تمكين الأجيال الجديدة من أن تساهم في صناعة الغد المغربي الذي نريده جميعا أن يكون ديموقراطيا وأن تنتج هذه الديموقراطية الحرية والتنمية”.
في هذا المسعى العام، يضيف أوجار، بادر “الأحرار” إلى الانخراط الحماسي، إذ أنه منذ خمس سنوات والحزب يتبع أنشطته يجول ويطوف كل جهات المملكة وكل مناطق العمق في بلادنا، ليتواصل مع المواطنات والمواطنين، في إطار منهجية جديدة تحاول أن تنقل الخطاب السياسي والفعل السياسي والممارسة السياسية من العاصمة ومن المدن الكبرى إلى الأرياف والقرى والمدن الهامشية مدن العمق المغربي.
وتابع “هذا الاستماع الصادق لاهتمامات الناس ومشاكلهم لتعبيرات غضبهم خلق دينامية جديدة في التجمع، وخلق ثقافة سياسية جديدة جعلت قيادة الحزب أثناء الإعداد للبرنامج تتخلى عن التقاليد الحزبية الراسخة للبرامج والاستراتيجيات بواسطة المدراء في الرباط لكي تعدها على صعيد الجهات والمدن والقرى”، مستطردا “أيضا كان برنامج 100 يوم 100 مدينة، كانت سلسلة من المؤتمرات المحلية والإقليمية والجهوية وسلسلة من الندوات والحوارات”.
والاستخلاص الأولي لمجمل هذه اللقاءات، يضيف أوجار، “كان إحساسنا الجماعي في التجمع الوطني للأحرار أن التعبير الأكثر شيوعا وحضورا هو تعبير الناس عن شعورهم بالحكرة وبانعدام الكرامة وعن تأثرهم الشديد مما ينتج عن الهشاشة الاجتماعية في القطاعات ذات الأولوية بصفة خاصة كالصحة والتعليم والإدارة وفي مواجهة البطالة وما يترتب عنها”.
وفي هذا الصدد، أعرب أوجار عن سعادته في مختلف المدن التي شارك في لقاءاتها، برؤية جيل جديد من الشباب يتعبأ وينخرط ويساهم، ويتحول إلى فاعل إيجابي للتعبير عن إرادته ورغبته في الانخراط الفعلي في العمل السياسي وفي التعبير عن رغبته في الترشح في الانتخابات الجماعية والمهنية والتشريعية.
وشدّد أوجار على أن بعض الأحزاب انتقلت إلى العمل الموسمي وأصبحت تبدو للمواطنين وكأنها دكاكين سياسية لا تفتح أبوابها للمواطنين إلا عند الاستحقاقات الانتخابية، مضيفا “نحن على الأقل تحملنا في التجمع الوطني للأحرار منذ خمس سنوات، ونحن كخلية نحل نشتغل بشكل يومي، وبشكل يمكن كل الراغبين في ذلك من الشباب والنساء والفلاحين والطلبة وغيرهم من المساهمة الفعلية في بناء الاختيار الديموقراطي”.
وأشار إلى أن الحزب يفتخر بأنه سيقدم في الاستحقاقات المقبلة عددا من الشباب للانتخابات التشريعية، وعددا وافرا من الشباب والنساء للانتخابات الجماعية، مردفا “هذه نقطة مفصلية ومحطة للمصداقية والمسؤولية.. الخطاب نحو الشباب لا يجب أن يكون دغدغة للعواطف وإنتاجا للشعارات المناسباتية”.
وخلص إلى القول إن الشباب يؤكدون من خلال الممارسة الإيجابية، أن حامي الاختيار الديموقراطي هم الشباب، وأن هذه العملية تتم أولا من خلال سلوك إيجابي ينهي خطاب السلبية والعدمية ويفتح الأبواب نحو فعل إيجابي ومسؤول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى